في ضوء انشغال الأندية برؤية الاحتراف والانشغال
في تأسيس البنية التحتية ، ركنت الجوانب الثقافية لتحظى بأقل درجات الاهتمام في
منظومتنا الرياضية ، حيث بات الكل يهرول وراء الاستثمار الرياضي ويسعى كيف يصنع من
رجالات الأندية شعار الفخر له بين الأندية الرياضية ، وتناسوا خلفهم الدور الفاعل
لتلك الأنشطة الثقافية في بناء مجتمع رياضي واعي ومثقف ، فأصبحت أنديتنا خاوية من
الايجابية الثقافية وان كانت موجودة فهي قليله ، إما في أمسية رمضانية أو في محاضرة
توعوية وباجتهاد شخصي غير معنون ضمن الخطة الاستراتيجية للأندية .
يقرأ الكتاب أحيانا من عنوانه وكذا الحال فقد
كتب على لوحة أنديتنا ( نادي رياضي وثقافي ) فلو استرجعنا بذاكرة الزمن لوجدنا لب
العقول وقلم الأديب وأبيات الشاعر كانوا من نسج خيوط الأندية. فمن النادي خرج الأدباء
والشعراء وكتاب القصة والمسرحيين، أين نحن من كل هذا؟ هل مازال النادي يحافظ على
توازنه الرياضي والثقافي ؟ أم إن التركيز على الاستثمار و لغة نظام الاحتراف أفقدت
أعضاء النادي الدوافع التحفيزية لدعم الثقافة المجتمعية؟
سالم بن حميد السيابي (ممثل مسرحي) أكد على
ضرورة تفعيل الجانب المسرحي لما يعول عليه المجتمع في نقل رسالة تربوية لإفراد
المجتمع، مضيفا إن الفرقة التابعة للنادي نفذت عددا من المسرحيات وبجهود ذاتية
رغبة من أعضاء الفرقة في استمرار العمل المسرحي وإبراز اسم النادي في كل المحافل.
احمد بن درويش البلوشي (مثقف) يعرب عن أسفه لعدم
تفعيل دور الأندية للمجالات الثقافية لما لها من دور في بناء شخصية المجتمع
العماني وتحضره وأضاف إن الأندية هي المسؤولة عن مبادرة الفرق للنشاط الثقافي وقال
أيضا لابد من تضمين خطة النادي لمساحة ثقافية يتم من خلالها تنفيذ دوري خاص
بالمجال الثقافي مثل المسرح والمسابقات الثقافية.
الجدير
بالذكر إن وزارة الشؤون الرياضية أولت اهتمامها بالجانب الثقافي من خلال طرح
برنامج شبابي ومسابقة الإبداع الشبابي
وغيرها من البرامج التي تعنى بالجوانب الثقافية والفنية حيث عاشت الأندية أجواء
ثقافية مفعمة تمت خلالها تنفيذ عددا من المسابقات الثقافية (س/ج) بالإضافة إلى تقديم
ورش تعليمية كما قدم برامج تعنى بالموروثات العمانية والتوجيه نحو العمل التطوعي ،
ويبقى السؤال هنا ، هل فعلا إن الجانب الثقافي مغيب في الأندية الرياضية؟؟ ومن
وراء تقاعس اللجان الثقافية بالأندية في تأدية أدوارهم الايجابية؟
علي الجابري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق